كتبت / إبتسام مصطفى
اعلم فى بداية تلك المقالة انني سوف اواجهه سيل من الهجوم من قبل هؤلاء الاشخاص العاطفيين الذين يفكرون بقلوبهم و لا يستخدمون العقل إلا نادر ..
و حاولت امنع نفسي من الكتابة في هذا الموضوع الشائك .. إلا انني وجدت الموضوع وصل لحد من التبجح لا يمكن السكوت عليه و أصبح السكوت عليه خيانة للوطن و اشتراك فى الجريمة ..
حيث احتل الاسبوع الماضي فيديو اعتداء إحدى موظفات مدينة القاهرة الجديدة على بائع عربة التين الشوكي منصات التواصل الإجتماعي ، و أظهر الفيديو تعنت الموظفة بعدما خاطبته بطريقة عنيفة و ألقت بضاعته على الأرض رغم توسل المواطنين بتركه و أمرت الونش بأن يقوم بإزالة العربة .
و طبعا بدأت اتابع الحملة الشرسة على موظفة حي التجمع الخامس و اتابع ردود الافعال النابعة من العواطف و المشاعر و ليست نابعة من تفكير العقل و صوت سيادة القانون و التي ادانت تلك السيدة التى كانت تطبق القانون و اعترف انها تجاوزت و تعسفت فى تطبيق القانون و لكنها لم تكن مجرمة بل هي سيدة مجتهدة و نشطة و تتحرك فى الشوارع بنفسها و تتحمل حرارة الجو من أجل الحفاظ على القانون و على الشكل الحضاري لحي التجمع الخامس ..
و على الجانب الاخر تعاطف الجميع مع المجرم بائع التين الشوكي ” نعم هو مجرم لأن تعريف كلمة مجرم هو مصطلح قانوني يُشير إلى كل شخص يقوم بعمل فعل مخالف للقانون “.
و هذا الشخص الذي مع مرور الوقت اصبح بطلا” و نجما” لبرامج التوك شو و تعامل معه الجميع كأنه هو المجني علية و ليس الجاني هو شخص مخالف للقانون ..
و هنا كان لابد من الوقوف امام ذلك الاتجاة و مواجهته لانه يمثل خطرا و كارثة على المجتمع لانه سوف يصبح قدوة و مثل أعلي يحتذي به لكافة الباعة الجائلين فى جميع انحاء الجمهورية بل سيصبح الموضوع بلطجه وفرض سيطرة .
ففي الوقت الذي نتجه فيه الي إقامة دولة حديثة متحضرة و التخلص من العشوئيات تطل علينا تلك المواقف التي لها مخاطر مزدوجه حيث انها اعطت القوة للجانب الخاطيء و هو البائع المتجول و أضعفت الجانب الصحيح و هو موظفة الحي التى كانت تحمي القانون و تحافظ على المدن الجديدة من غزو العشوائيات اليها ..
و بالتالي فإنني أتوقع أن جميع رؤساء الاحياء سوف يعملون بأيادى مرتعشة خوفا من مصير تلك السيدة التى راحت ضحية غيرتها على عملها و حماسها لحماية القانون ..
فنحن لا نريد ان نحول المدن الجديدة الى العتبة و الموسكي حيث أصبح الباعة الجائلين ملاكاً غير شرعيين لأرصفة وشوارع ميادين رمسيس، والإسعاف، والعتبة و منطقة الوكالة ، و وضعوا بضائعهم فى الطرق ، متسببين فى إعاقة حركة المرور ، وسير المارة ، مما يؤدى إلى نشوب العديد من المشاجرات التى غالباً تنتهى بجرائم متنوعة .
و هنا يجب أن نتفق على ان الباعة الجائلين مسمارا في نعش التطوير الحضاري ، و أنهم خطر حقيقي على المجتمع شكلا ومضمونا و باتت تلك الظاهرة تهدد أمن واستقرار المجتمع ، بعدما تفشت في مدن كثيرة بكل محافظات مصر دون استثناء ..
أنا لا أنادي بقطع الأرزاق ، لكنى أنادي بالمدنية و الحضارة التي لن تستقيم إلا بإجراءات صارمة ضد الأخطاء التي يرتكبها المواطن في حق نفسه والمجتمع ..
يجب على كل اعلامي استضاف بائع التين الشوكي و اعتذر له على ما بدر من موظفة الحي التراجع فورا و الاعتذار للوطن و للقانون و الاعتراف انه فقد مهنيته و انساق وراء السوشيال ميدا بدون وعي و بجهل و عدم ادراك لمخاطر هذه الحلقات على المشاهد و المجتمع .
حفظ الله مصر و شعبها